لا ينجح صاحب العمل في إدارة مشروعه الحر إلا إذا تمكن من أساسيات إدارة الأعمال، ولهذا السبب تنظم مؤسسة شباركاسه البنكية دورة تعليمية لتحصيل هذه المعارف من خلال اللعب.
وفي هذه الدورة يبعث جو التدريب على الراحة والتركيز في الوقت ذاته، ويبدو كأنه حلقة لعب يشارك فيها الجميع في جو يمتزج فيه المرح بالطموح. وفي الدورة التي دامت ثلاثة أيام تعلم الشباب من خلال "لعبة المشاريع متناهية الصغر" كل ما ينبغي لصاحب العمل الحر أن يتعلمه؛ مثل أسباب ومقومات النجاح، والمعوقات التي من المحتمل أن تواجهها الشركات الصغيرة، وكيفية حساب النفقات والإيرادات، ومعايير اختيار البنك المناسب، وكذلك خدمة العملاء وإرضاءهم، وأسلوب التصرف حيال التغيرات التي تطرأ على السوق.
ولا تتناول هذه الدورة التدريبية الموضوعات بطريقة مكثفة ومملة، وإنما يتعلم المشاركون الموضوعات عن طريق "اللعب"، وبكل ما تعنيه كلمة "لعب" من معاني. فقد إجتمع المشاركون في لقاءات حقيقية حيث بدأت هذه الدورة فعليًّا بمركز التدريب في سبتمبر؛ أي قبل تجدد القيود والإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا. ففي غرفة الندوات بوسط مدينة مانهايم قام المشاركون بتشكيل مجموعة من الفرق؛ وتدير كل فرقة محل إفتراضي صغير لبيع عصير الفاكهة، وأمام أصحاب العمل الحر الناشئين ميدان لعب كبير به ثمرات برتقال مطبوع عليها ملصقات، ويتعين عليهم تحويل النقود التي يلعبون بها إلي ميدان اللعب، كما يتعين عليهم تحديد تكلفة الفاكهة ومناقشة التكاليف الأخرى من مصاريف الكهرباء وقيمة الضرائب المدفوعة، وكيفية حساب السعر النهائي للعصير، وبحسب قواعد اللعبة لا يفوز بهذه الجولة إلا أصحاب المهارة العالية، ولكن هذا لا يعني أن الآخرين سيخرجون من هذه اللعبة صفر اليدين، فربما يكون لديهم القليل من نقود في الخزينة ولكن الأهم من المكسب والخسارة هو أنهم قد حصلوا عند إنتهاء اللعبة على الكثير من المعرفة.